مملكة النرويج
[علم النرويج]
علم النرويج
دولة أوربية تقع في أقصى شمال القارة الأوروبية، وتندرج تحت قائمة الدول الأسكندنافية إلى جانب كل من الدنمارك والسويد، وتزخر بالعديد من مصادر الثروة الطبيعية مثل النفط والذي يعد واحد من أهم الأعمدة الاقتصادية بالدولة بالإضافة للطاقه الكهرومائية والأسماك والغابات والمعادن.
وتندرج النرويج في قائمة الدول التي تعرف بشمس منتصف الليل، حيث يستمر ضوء النهار بشكل متصل في الفترة بين شهري مايو ويوليو، وتأخذ فترة شمس منتصف الليل في التناقص باتجاه الجنوب، وفي المنطقة الواقعة جنوبي الدائرة القطبية لا يعرف شروق الشمس لمدة 24 ساعة وفي الصيف تعيش منطقة شمالي النرويج فترات متشابهة من الظلمة الدائمة.
الموقع
تقع النرويج شمال غرب قارة أوروبا، يحيط بها بحر الشمال، والمحيط الأطلنطي الشمالي، وتشترك في حدودها الشمالية الشرقية مع روسيا وفنلندا، ويحدها من الشرق السويد.
معلومات عامة عن النرويج
المساحة: 323.802 كم2.
عدد السكان: 4.644.457 نسمة.
العاصمة: أوسلو
اللغة: النرويجية
العملة: الكرون النرويجي
الديانة: المسيحية هي الديانة الرسمية للدولة، كما توجد الديانة الإسلامية، وديانات أخرى.
مظاهر السطح
[الطبيعة بالنرويج]
الطبيعة بالنرويج
تتنوع مظاهر السطح في النرويج ما بين الخلجان والجبال والبحيرات والأنهار، فتشتهر النرويج بكثرة خلجانها والتي يتراوح طولها ما بين 80، 160 كيلومتر وتتميز بعمقها، هذا إلى جانب الجبال الشاهقة والتي تحيط بالخلجان على الجانبين، وتنتشر على سواحلها الغربية مئات الجزر الصغيرة.
ويمكن تقسيم الطبيعة الجغرافية للنرويج إلى عدد من المناطق فتوجد منطقة الهضبة الجبلية وتكسوها الصخور العارية والتي عملت على تفتيتها كتل الجليد في العصور القديمة، وهي الكتل التي تسببت في ظهور العديد من البحيرات والوديان العميقة خاصة في هضبة هاردنجر اكبر الهضاب الأوربية، والتي تبلغ مساحتها حوالي 11700كم2، والمناطق التي ترتفع أكثر من 1980متر حيث تغطي الثلوج الدائمة والجليد مساحة قدرها 3110 كم2، ويعد حقل جوستدال والذي تصل مساحته إلى 487كم2، اكبر حقل جليدي خارج أيسلندا، وتمتد سلسلة جبال كيولن في النصف الشمالي الضيق من النرويج بمحاذاة الحدود مع السويد.
وتتركز في النصف الجنوبي الأكثر اتساعاً أكثر جبال النرويج ارتفاعاً، حيث تمتد جبال دوفر في اتجاه شرقي غربي، وجبال لونج ومن بين جبال لونج سلسلة يوتنهايم التي تضم جبال جالدويجن أعلى جبال شمالي أوروبا.
أما منطقة المنخفضات الجنوبية الشرقية فتتكون في معظمها من الوديان الوسطى والسفلى لنهر جليما والذي يبلغ طوله 598 كم، هذا إلى جانب عدد من الأنهار الأخرى والتي تستخدم في نقل الأخشاب، وتوليد الطاقة الكهرومائية، كما يوجد بالمنطقة عدد من البحيرات الضيقة مثل بحيرة مجوسا، وتعد المنحدرات في هذه المنطقة أقل حدة منها في معظم أنحاء البلاد كما تعد هذه المنطقة أكثر ملائمة للزراعة والغابات.
وتضم منخفضات تروندهايم الأجزاء المنخفضة من الوديان العريضة المنبسطة وتمر بهذه الوديان خطوط السكك الحديدية التي تمتد إلى بقية أنحاء النرويج وإلى السويد إضافة إلى توافر الأراضي الزراعية الخصبة.
يعد ساحل النرويج من أكثر السواحل تعرجاً في العالم وذلك بسبب كثرة الخلجان المنتشرة على سواحلها والتي تعرف باسم "الفيوردات" وتعني الخلجان العميقة والأزرع البحرية، ويمتد أطول هذه الخلجان وهو خليج صوجني داخل اليابس مسافة 204كم.
ويقع قبالة الساحل النرويجي حوالي 150 ألف جزيرة بعضها شعاب صخرية تحمي الشاطئ من العواصف البحرية، وتعد جزر لوفوتن وفسترالن، اكبر مجموعات الجزر المواجهة للساحل، وتتبع النرويج أيضاً جزيرتي جان مايند وسفالبارد الواقعتين بالمحيط المتجمد الشمالي.
ومن أعلى القمم الجبلية بالنرويج قمة جبل جلترتندار والذي يبلغ ارتفاعه 2469 متر فوق مستوى سطح البحر.
تتمتع النرويج بالعديد من مصادر الثروة الطبيعية مثل حقول النفط والغاز الطبيعي، كما تزخر الأنهار بالثروة السمكية، وتعد الانهار السريعة والجريان مصدر أساسي في توليد الطاقة الكهرومائية، ومن مصادر الثروة الأخرى بالنرويج النحاس والحديد الرصاص، النيكل، الأخشاب وغيرها.
المناخ
يتميز المناخ في النرويج بكونه أكثر اعتدالاً مقارنة بالدول الأخرى الواقعة بالشمال، ويزداد اعتداله على امتداد الساحل الغربي على الرغم من قرب النرويج من الدائرة القطبية الشمالية، إلا أن سواحلها الشمالية تخلو من الثلوج طوال العام نظراً لوجود تيار الخليج الدافئ، والذي يرجع له الفضل أيضاً في توفير ثروة سمكية هائلة للدولة.
في فصل الشتاء تكون المناطق الداخلية أشد برودة من الساحل وذلك بسبب الجبال التي تمنع وصول الريح الغربية القادمة من البحر، وتغطي الثلوج الأرض لمدة ثلاثة أشهر من كل عام، بينما في فصل الصيف يكون الساحل أشد برودة بسبب الرياح الغربية الباردة، ولذلك تكون أكثر فصول الصيف دفئاً في الوديان الداخلية في المنطقة الجنوبية الشرقية، وتقل الأمطار في المناطق الداخلية عنها في الساحل الغربي.
نظام الحكم
[البرلمان]
البرلمان
نظام الحكم بالنرويج ملكي دستوري وراثي، وتتمثل الحكومة في مجلس الدولة ويعينه الملك بموافقة البرلمان، وعقب الانتخابات البرلمانية يعين الملك زعيم الأغلبية رئيساً للوزراء بموافقة البرلمان.
أما الهيئة التشريعية في النرويج فتسمى ستورتينج Storting وتضم 165 عضو، يتم انتخابهم بالاقتراع الشعبي المباشر على أساس التمثيل النسبي، لمدة أربع سنوات، وعند مناقشة القضايا التشريعية ينقسم البرلمان إلى مجلسين وينتخب ربع أعضائه لتشكيل مجلس أعلى يطلق عليه لاجتينج Lagting.
وبالنسبة للسلطة القضائية تعد المحكمة العليا أو الهويستريت أعلى سلطة قضائية بالنرويج ويقوم الملك بتعيين قضاتها.
من الأحزاب السياسية الموجودة بالنرويج نذكر حزب الوسط، حزب الشعب المسيحي، حزب المحافظين، حزب العمال، حزب الأحرار وغيرها.
نبذة تاريخية
[احدى القلاع بالنرويج]
احدى القلاع بالنرويج
عاش الناس على الأراضي النرويجية منذ ألاف السنين على امتداد السواحل الشمالية والغربية للنرويج، وكانت طبقات سميكة من الجليد تغطي معظم البلاد، والتي ذابت على مر ألاف السنين، استقرت القبائل الجرمانية في البلاد بداية من عام 2000 ق.م، وبدأت تأخذ شكل مجتمعات إقليمية يحكمها زعماء القبائل والملوك.
ثم بدأ توافد الفايكنج أو "غزاة الشمال" على دول غرب أوروبا، وخلال القرن العاشر الميلادي تم توحيد النرويج بواسطة الملك "هارولد الأول" ليكون أول ملك للبلاد، ودخلت النصرانية البلاد مع نهاية القرن العاشر الميلادي بواسطة الملك أولاف الأول.
زال عهد الفايكنج أواخر القرن الحادي عشر الميلادي، وزادت سلطة الكنيسة، وعانت البلاد من حرب أهلية بسبب الصراع على السلطة والحكم بداية من عام 1130.
أصيبت البلاد بوباء الطاعون الذي انتشر خلال عامي 1349، 1350 حاصداً أرواح أكثر من نصف السكان.
تمكنت الملكة مارجريت زوجة ملك النرويج هاكون السادس واينة ملك الدنمارك، من توحيد كل من النرويج والدنمارك والسويد عام 1397 مع تركيز السلطة في الدنمارك، وقد ثارت السويد أكثر من مرة ضد حكم الدنمارك وانفصلت عن الاتحاد عام 1523م.
ازداد ضعف النرويج بينما زادت قوة الدنمارك والتي أعلنت تحويل النرويج إلى إقليم دنماركي، وخلال القرن السادس عشر الميلادي ازدهرت النرويج في تجارة الأخشاب وتصديرها إلى بلدان أوروبا الغربية، كما بدأ تطوير صناعة السفن خلال القرن السابع عشر الميلادي، وتوسعت خلال القرن الثامن عشر الميلادي.
في عام 1814 تخلت الدنمارك عن النرويج للسويد بموجب معاهدة كبيبل واحتفظت لنفسها بالجزر المستعمرة جرينلاند وأيسلاند وجزر فارو، ولكن لم تعترف النرويج بهذه الاتفاقية، وسعت من اجل انتخاب جمعية عمومية تتولى وضع دستور للنرويج المستقلة، وعلى الرغم من ذلك رفضت السويد منح الاستقلال للنرويج ووقعت مواجهة بين الطرفين، نتج عنها تعيين البرلمان النرويجي تشارلز الثالث عشر ملك السويد حاكماً للنرويج أيضاً.
أعلنت النرويج استقلالها في السابع من يونيو 1905 بحل الاتحاد بينها وبين السويد، وفي السادس والعشرين من أكتوبر من نفس العام وافقت السويد على إلغاء الاتحاد.
المدن والسياحة
[مركز القفز باسلو]
مركز القفز باسلو
تتمتع النرويج بالعديد من المناظر الطبيعية الجميلة، هذا بالإضافة للعديد من الأماكن التي يقبل السياح على زياراتها نذكر منها "متحف سفن عصر الفايكنج"، والذي يضم العديد من السفن التي تم بناؤها منذ 800 عام، ويقع المتحف على شبه جزيرة بايجدوي، و"المتحف البحري"، "متحف النرويج التراثي" وهو من اكبر المتاحف الأوروبية المفتوحة ويعبر عن الحياة النرويجية في العصور القديمة من خلال الأشكال المعمارية للمنازل، كما يوجد متحف الرسام منش ويضم العديد من اللوحات لرسامين المدرسة الانطباعية، كما يوجد معرض الفن الوطني، متحف كونتيكي، وقلعة اكيرشوس فورتريس، ومن الاماكن الترفيهية بالنرويج مركز القفز ومتحف التزلج، وتنعم النرويج بالمعالم الطبيعية الساحرة، كما تحظى الجزر التابعة بالسحر ذاته.
وتأتي العاصمة أوسلو على رأس قائمة الدول النرويجية من حيث الأهمية وتعد من أهم موانئ الدولة، وتضم العديد من المعالم السياحية مثل المسرح القومي، ومبنى البرلمان، والقلعة الملكية، بالإضافة لمنتزه فروجنير، وتمثال جوستاف فيجيلاند، ومتحف ريسيستانس والذي يوجد بين الأراضي الخضراء لحصن اكرشوس.
[متحف سفن الفايكنج]
متحف سفن الفايكنج
وتوجد أيضا مدينة تروندهايم والتي لا تقل أهمية عن العاصمة اوسلو فتحظى هي الأخرى بالعديد من المعالم الهامة، أسس هذه المدينة ملك الفايكنج أولاف تريجافسون، والذي يوجد له تمثال ضخم في السوق، وتضم المدينة واحدة من اهم الكاتدرائيات الأثرية في اوروبا وهي كاتدرائية "نيداروس" والتي تم بناؤها في القرن الحادي عشر تحت إشراف الملك أولاف، ويعد الجدار الغربي هو الواجهة الرئيسية للكنيسة ويعرض سلسلة من الأشكال الزخرفية من بينها شكل يمثل كبير الملائكة.
أما مدينة برجن فهي مدينة وميناء تقع في جنوب غرب النرويج على احد الخلجان الصغيرة لبحر الشمال، وتعد ثاني أكبر مدن النرويج، وتضم المدينة عدد من المباني الأثرية، منها كنسية القديسة مريم والذي يعد من اقدم مباني المدينة، بالإضافة لعدد من القلاع.