العوامل التي تؤثر في تشكيل سطح الأرض إما أن يكون مصدرها من باطن الأرض وتسمى عوامل باطنية، وإما أن يكون مصدرها فوق الأرض وتسمى عوامل ظاهرية أو سطحية.
العوامل الباطنية :
وتتمثل هذه العوامل في الحركات التي تحدث في باطن الأرض نتيجة لوجود مواد منصهرة شديدة الحرارة تقع عليها ضغوط شديدة، فتحاول الخروج إلى سطح الأرض من أي منفذ تجده، وينشأ عنها اضطرابات داخلية تؤدي إلى هزات زلزالية أو ثورانات بركانية في قشرة الأرض.
أولا : الزلازل
الزلازل هي هـزات تحدث في أجزاء معينة من القشرة الأرضية وتكون خفيفة أحيانًا فلا يشعر الإنسان بها، وأحيانًا تكون متوسطة يشعر بها الإِنسان وتكون أحيانًا شديدة تشقق الأرض وتهدم المباني التي فوقها.
والزلازل على نوعين زلازل باطنية وتحدث في المناطق الضعيفة من القشرة الأرضية، وزلازل بركانية تحدث في المناطق التي تنتشر فيها البراكين وهذا النوع من الزلازل أخف شدة من الزلازل الباطنية وأقل تأثيرًا.
قياس الزلازل :
قد تكون الهزات الأرضية قوية فيشعر بها الإِنسان وقد تكون ضعيفة فلا يشعر بها، ولكن توجد أجهزة في جميع مراصد العالم تعرف باسم السيسموجراف Seismograph تسجل كل أنواع الهزات الأرضية الضعيفة والقوية.
مناطق الزلازل :
تحدث الزلازل كما سبق أن ذكرنا في المناطق الضعيفة من القشرة الأرضية، ومن البلاد التي تكثر بها الزلازل اليابان، فلا يمر يوم دون حدوث هزات أرضية بها، ولهذا صممت المباني بها بطريقة تقلل من خطر الزلازل. ومن البلاد العربية التي تحدث بها الزلازل المغرب وقد حدث بها زلزال أغادير سنة 1960 م، وكذلك الجزائر وقد حدث بها زلزال مروع في مدينة الأصنام سنة 1980 م دمر المدينة بالكامل وذهب ضحيته أكثر من 30 ألف مواطن.
ومن البلاد الأخرى التي تتعرض للزلازل المروعة إيطاليا واليونان ويوغوسلافيا وإيران والهند وأندونيسيا ونيوزيلندا.
آثار الزلازل :
1- إن الأرض تهتز اهتزازًا عنيفًا فتتهدم المنازل والمنشآت ويهلك عدد كبير من الناس والحيوانات.
2- تنكسر القشرة الأرضية وتتصدع.
3- تنخفض بعض الأجزاء من الأرض فيغطيها البحر بمائة، أو ترتفع بعض الأجزاء التي كانت تغطيها مياه البحر فتنحسر عنها المياه.
4- ينضب ماء بعض العيون والينابيع حيث يتسرب الماء في الشقوق، وتظهر عيون أو ينابيع لنفس السبب.
هناك آثار أخرى غير هذه، ولا تحدث هذه الآثار مجتمعة عند حدوث الزلازل، إذ يمكن أن يحدث أثر واحد أو أكثر في منطقة الزلزال.
ثانياً : البراكين
البراكين هي فتحات في قشرة الأرض تصل باطنها الشديد الحرارة بسطحها البارد، ويخرج من هذه الفتحات وقت الثوران مقذوفات ملتهبة من مواد صلبة وأخرى منصهرة أو سائلة ومعادن ذائبة وأبخرة وغازات ورماد وطفح بركاني وتتراكم أغلب هذه المقذوفات (اللاقا) حول الفوهة مكونة جبلا مخروطي الشكل يعرف بالبركان أو جبل النار.
أسباب حدوث البراكين :
تحدث البراكين لوجود مناطق ضعف في القشرة الأرضية تستطيع المواد الباطنية المنصهرة الواقعة تحت الضغط الشديد أن تتغلب عليها، وتنفذ منها بصورة مروعة من الثوران الهائل.
تركيب البركان :
1- مخروط له قاعدة مستديرة وجوانب مائلة.
2- القصبة أو المدخنة وهي التجويف الأسطواني الذي يصل فتحة البركان بالطبقات الباطنية حيث توجد المواد المنصهرة.
3- الفوهة وهي مكان خروج المقذوفات البركانية وهي دائرية الشكل مرتفعة الجوانب.
أنواع البراكين :
البراكين علي ثلاثة أنواع من حيث نشاطها وهي:
1- البراكين الثائرة أو النشطة وهي التي تثور بانتظام مثل بركان استرمبولي Strompoli بايطاليا.
2- البراكين الهادئة وهي التي تثور أحيانًا ثم تهدأ أحيانًا، مثل بركان فيزوف المطل على خليج نابولي بإيطاليا.
3- البراكين الخامدة وهي التي ثارت قديمًا ثم خمدت نهائيًا وتهدمت فوهتها وانسدت قصبتها ونمت الأشجار والنباتات على جوانبها وأصبحت مخاريط بركانية تُكَوِّن جبالاً منفردة مثل جبل كينيا بقارة أفريقيا.
آثار البراكين :
تحدث البراكين تغييراً في سطح الأرض إذ تنشأ عنها:
1- الجبال والهضاب التراكمية مثل هضبة الحبشة.
2- البحيرات المستديرة التي تشغل فوهات البراكين الخامدة بعد أن تملأها الأمطار مثل بحيرة تيتكاكا في وسط هضبة بوليفيا وسط أمريكا الجنوبية.
3- التربة البركانية ذات الخصوبة الشديدة بسبب الرماد البركاني، مثل حقول نابولي التي يخصبها بركان فيزوف.
4- الجزر البركانية الخصبة في قلب المحيطات وهي ذات مناظر طبيعية جميلة كجزيرة هاواي.
وإذا صرفنا النظر عما تحدثه البراكين من آثار مخربة تهلك الحرث والنسل فإن لها منافع يستفيد منها الإنسان، لأنها تخرج لنا من باطن الأرض معادن مختلفة ومواد بركانية تحملها الأنهار من سفوح الجبال البركانية إلى الأراضي الزراعية، كـما يحدث في جبال الحبشة التي تمد وادي النيل بالغرين الذي يزيد خصوبة الأراضي الزراعية سنة بعد أخرى مع كل فيضان لنهر النيل.
مناطق البراكين :
توجد البراكين في مناطق الضعف بالقشرة الأرضية، ويمتد أكبر نطاق من البراكين على اليابس المجاور للمحيط الهادي في شرق آسيا وغرب الأمريكيتين.
ومن المناطق التي تكثر بها البراكين اليابان وإندونيسيا والفلبين ونيوزيلندا وإيطاليا ودول شرق إفريقيا