الاستشعار عن بعدRemote sensing
هو مجموعة من الوسائل والطرق العلمية التى يمكن بواسطتها الحصول على المعلومات عن أهداف محددة من مسافات بعيدة دون الاتصال المباشر أو التلامس مع هذه الأهداف .
وتعود بداية الاستفادة من الاستشعار من بعد إلى القرن الماضى ، كما استفادت منه كثير من العلوم بمختلف اهتماماتها . ومع بداية عصر ارتياد الفضاء عام 1957 والتقاط أول صورة فضائية لسطح الأرض بواسطة المركبة الفضائية Explorer-6 عام 1959 بدأ اهتمام الإنسان ينصب على استخدام الأقمار الصناعية فى البحوث العلمية .
وتعد مجموعة أقمار لاندسات Land sat الأمريكية ، ومجموعة أقمار سبوت الفرنسيةSPOT من أشهر الأقمار الصناعية التى تسهم فى جمع المعلومات للاستخدامات السلمية فى الوقت الراهن .
وتقوم فكرة الاستشعار عن بعد فى ان الاقمار الصناعية تقوم باستقبال الاشعة المنعكسة من سطح الارض . وتعتمد تقنية الاستشعار من بعد على أجهزة حساسة لأطوال الأشعة الكهرومغناطيسية ، حيث يستفاد فقط من جزء يسير من الطيف الكهرومغناطيسى ، ويشمل هذا الجزء الضوء المرئى ، والأشعة تحت الحمراء ، والأشعة الحرارية ، والميكروويف …
وتشكل طاقة الأشعة الكهرومغناطيسية الأساس الذى يقوم عليه علم الاستشعار من بعد ، إذ أنها تؤثر على المنطقة التى تسقط عليها فوق سطح الأرض بدرجات مختلفة حسب طبيعة تلك المنطقة والعوامل الطبيعية السائدة فى الغلاف الجوى ، ويمكن قياس ذلك الأثر بدقة خصوصاً بعد تطور علوم الفضاء وظهور التوابع الأقمار الصناعية التى من ضمن مهامها مسح المجال الفضائى حول الأرض وجمع المعلومات والبيانات الخاصة بها بصورة دورية ، وبذلك يمكن رصد ما يدور على الأرض من أنشطة طبيعية واصطناعية .
الاستشعار من بعد يشمل نوعين رئيسيين هما :
- الاستشعار من بعد باستخدام التصوير الجوى والصور الجوية.
تقنية الاستشعار من بعد بالتصوير الجوى بواسطة الطائرات وقد أمكن استخدام الصور الجوية فى رسم الخرائط بدقة وبسرعة بعد أن كانت عمليات المسح الأرضى تستغرق شهوراً وسنوات عديدة
- الاستشعار من بعد بالأقمار الصناعية
و يعرف القمر الصناعى بأنه جسم أو هيكل يوضع فى مدار حول الأرض أو حول أى جسم فضائى آخر بحيث يتحرك بنفس القوانين الطبيعية التى تحكم حركة الكواكب فى مداراتها حول الشمس. والمعروف أن الولايات المتحدة قد أطلقت قمرها الصناعى الأول ضمن مجموعة لاندسات ، وهو القمر لاندسات - 1 ، أو "إرتس" ERTS أى : Earth Resources Technology Satellites . وقد استمر إطلاق أقمار هذه السلسلة إلى لاندسات -5 الذى يساعد الآن فى إرسال كثير من المعلومات عن سطح الأرض لأى منطقة فى العالم مرة كل 16 يوماً . أما فرنسا فقد شاركت بإطلاق سلسلة أقمارها المعروفة باسم سبوت ، (Satellite pour L’Observation de la Terre ) SPOT . وتعتبر أقمار لاندسات ، و سبوت أشهر الأقمار الصناعية فى العالم التى تسهم فى رصد موارد سطح الأرض. وبالطبع فإن هناك عشرات - بل مئات - من الأقمار الصناعية تتخذ مداراتها فى الفضاء لرصد سطح الأرض بما فيه من يابس وماء ، وتعد سلسلة أقمار NOAA National Ocean and Atmospheric Administration الأمريكية من أهم الأقمار التى تهتم بدراسة المحيطات ، إذ ترسل هذه الأقمار معلومات عن المياه بالإضافة إلى الثلوج وتوزيعها فى البحار والمحيطات ، كما تهتم أيضاً بإرسال معلومات منتظمة عن الغلاف الجوى.